إبراهيم بن سعد الماجد
الطموح: مشترك يشترك فيه كل من يعمل.
التحدي: لا يكون إلا لشباب وشابات دلفوا باب الأعمال بحثاً عن فرصة عمل خاص يحقق لهم الاستقرار والعيش الهني.
في السنوات الأخيرة فُتحت أبواب كثيرة للعمل، دخلها آلاف الشباب من الجنسين، لكن كثير منهم خرج من حيث دخل! فما هي الأسباب وما هي الحلول؟
قد لا أكون محيطاً بكل أسباب فشل البعض في مشاريعهم، لكنني سآتي بأغلب أسباب خروج هؤلاء من السوق، متجنباً لفظة فشل، كون من عمل هو في الحقيقة نجح جرّب العمل، لكنه لم يمتلك أدوات الاستمرار فكان أن خرج، وهذا لا يمنع أن يعود مرة ثانية وثالثة، بل هو المطلوب، فعدم النجاح في المرة الأولى منحك الكثير من الخبرات، وأعطاك الكثير من الأدوات.
أذكر حديثاً للدكتور عبدالرحمن المشيقح رجل الأعمال المعروف عضو مجلس الشورى السابق، عندما تحدث عن بداياته، أشار بكل ثقة إلى المشاريع التي تعثرت وخرجوا منها صفر اليدين، مؤكداً أنها البدايات التي تعلم الإنسان كيف يعمل ويكسب، وها هو الدكتور عبدالرحمن وإخوته في قمة الناجحين في أعمالهم وفق رؤية واضحة وخطط مدروسة، بل إن شركاتهم تعد نموذجاً يحتذى.
أعتقد أن من أسباب خروج هؤلاء من السوق عدم رصدهم ميزانية احتياطية لاحتمالية ضعف المبيعات في البداية، مما يوقعهم في مشكلة عدم المقدرة على الوفاء بالتزاماتهم تجاه موظفيهم، وأجور المكان، وكذلك المواد.
ومن أسباب خروج هؤلاء وهذا هو الأكثر تعدد الرسوم التي لم يقدروا لها قدرها، فكان أن صدموا بأن جلّ ربحهم يذهب رسوماً وكذلك غرامات بعضها شكلية!
كذلك من أسباب خروج هؤلاء من السوق وجود منافسة غير شريفة، وهذه المنافسة تحتاج ذكاءً تجارياً يحولها إلى فرص تؤدي للنجاح، فالسوق يوجد به الغث والسمين، والمستهلك يبحث عن المناسب له من حيث الجودة والسعر، والسعر إذا كان فوق مقدرة الشريحة الكبرى من المجتمع حتى ولو كانت الجودة عالية فإن مصير هذا المنتج الخروج من السوق، وفقد هؤلاء الشباب وظائفهم، وفقد هذا الشاب المستثمر فرصته في العمل، ولذا من الأهمية بمكان دراسة السوق قبل قرار دخوله من حيث المنافسة والأسعار والجودة.
أسواق المملكة بفضل الله في نموٍّ مستمر، والفرص تتجدد يوماً بعد يوم، والشباب طموحهم كما هي رسالة ولي العهد - عنان السماء - وقد حقق كثير منهم نجاحات يشار إليها بالبنان، وتجاربهم مطروحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هؤلاء الذين بدأوا من الصفر، أما الذين ورثوا فإياك والاستماع إلى أحاديثهم فإنهم أبعد ما يكونوا عن واقع السوق.
وإنني أعتقد بأن السوق اليوم يحتاج إلى أفكار إبداعية لا تقليدية، وكذلك إلى أسعار منافسة.
في المقالة القادمة بإذن الله سأحدثكم معشر الشباب عن قنوات دعم حكومي ربما لا تكونوا تعرفونها.