سارا القرني
أقيم في يوم الجمعة 10-05-2024 نزال بين البطلة السعودية «هتان السيف» والملاكمة «ندى فهيم» في بطولة PFL للفنون القتالية بالعاصمة الرياض، والتي جرت لأول مرة في دولة عربية وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط.
قبل ذلك بيوم.. خرجت ندى فهيم في لقاء مُصوّر لتتحدث عن تجهيزاتها للنزال المرتقب ولتتطرق كذلك للحديث عن منافستها السعودية هتان السيف»، وفجأة.. ودون مقدمات تُذكر بدأت الملاكمة ندى فهيم بالانتقاص من منافستها المباشرة هتان.. حيث قالت فيما معناه باللهجة العامية «إنه أمرٌ نادر أن تجد أبطالاً من البنات بالمملكة العربية السعودية، ومنافستي -هتان السيف- لم تقابل منافساً مصرياً من قبل، كل الذين قابلتهم يعتبرون مثلها من السعودية أو من دول أخرى.. ومن الطبيعي أن مَن واجهَتْهُم سابقاً يساوونها في المستوى وربما أقل منها، الموضوع سهل»، إشارة إلى أنّ هتان السيف لم تصل لهذه المرحلة من المنافسة إلا لتواضع مستوى المنافسين أمامها وهي أيضاً في مستوى متواضع من الخبرة والقوة، وبالمقابل خبيرة الفنون القتالية السعودية هتان.. فاجأت الجميع بهدوئها وتصريحاتها قبل المباراة واكتفت بعبارة «وعدنا بالحلبة، وليس بالكلام»!
بدأ النزال يوم الجمعة.. وانتهى بعد بدايته بثوانٍ قليلة، حيث أنهت هتان السيف الموقف بالضربة القاضية التي أرسلتها لمنافستها ندى في الثانية الـ 41 من عمر النزال، لتسقط ندى.. ولا تخرج من الحلبة إلا على نقالة الإسعاف، ولتخرج في اليوم الثاني بعدة مقاطع في وسائل التواصل الاجتماعي منهارة وتستغرب الهجوم الذي نالها بسبب تصريحاتها وسخرية الناس منها.. وحاولت بطريقة أو بأخرى استدرار مشاعر الجماهير الغاضبة منها.. واستمالة موقف الشعب المصري كذلك.. فأدخلت بطريقة غريبة الدين والقرآن وكذلك علاقة الشعبين التي ادعت أنها تميل إلى الكره بين بعضهما البعض، وإنما كان الهجوم تشفياً منها ونكالاً بالشعب المصري!
لكن رواد التواصل الاجتماعي من الأشقاء المصريين الغالين على قلب كلّ سعودي، الذين لا ينتابهم الشك بحبنا لهم ولا ينتابنا شك بحبهم لنا.. عقّبوا على كلام ندى وطالبوها بالاعتذار وأنها قد أساءت لنفسها ولا شيء آخر، وأنّ الموقف الذي وضعت نفسها فيه لم يكن إلا صنيعة أقوالها غير المقبولة قبل النزال.
في المقابل.. وبهدوء الأبطال، زارت النجمة السعودية «هتان السيف» نظيرتها بعد يومين من النزال لتطمئن على صحتها، ولتهديها باقة ورد ولتقدم لها الدعم بعد الخسارة التي في نظري أعتبرها خسارة مدوية إعلامياً قبل أن تكون خسارة رياضية، ولتضرب أروع أمثلة الاحترام المتبادل بين الشعبين السعودي والمصري، ولتعيد الأمور إلى طبيعتها وتوقف كل هذا الهجوم الذي نالته ندى فهيم عقب أحداث الجمعة.
الأبطال أفعال.. لا أقوال، والبطل الحقيقي هو الذي يساعد غيره على النهوض، حتى وإن كان خصماً له، وأنا أتحدث على مستوى الرياضة، لأن الرياضة خُلُقٌ قبل أن تكون ممارسة جسدية وخططاً موضوعة لتحقيق الانتصار، التاريخ يذكر الأبطال.. وكذلك المهزومين، ولكنه يتجاوزهم بسرعة، وهتان السيف.. رياضية نتمنى من جميع الرياضيين أن يحذوا حذوها، وأن تكون مثالاً مشرفاً لكل رياضية سعودية، ونبقى أشقاء رغم كل شيء، مبروك هتان، والقادم أجمل لندى.